جدل الصيام يعود في مونديال 2014: الجزائر وألمانيا في مواجهة تاريخية
مع انطلاق منافسات الدور الثاني من كأس العالم 2014، عاد الجدل حول صيام اللاعبين المسلمين خلال البطولة، خاصة مع تزامن المباريات مع أول أيام رمضان في البرازيل. درجات الحرارة التي تتجاوز 25 درجة مئوية زادت من صعوبة المهمة، لكن توقيت غروب الشمس في الخامسة والنصف مساءً جعل ساعات الصيام أقل مقارنة بمناطق أخرى من العالم.
هذه ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها المونديال مع الشهر الفضيل، فقد حدث ذلك عام 1982 في إسبانيا، عندما التقت الجزائر وألمانيا في مواجهة تاريخية انتهت بفوز محاربي الصحراء 2-1، كأول انتصار لفريق عربي وإفريقي على منتخب أوروبي في كأس العالم. ورغم ما أُشيع عن صيام اللاعبين آنذاك، أكد النجم الجزائري محمود قندوز أن جميع اللاعبين أفطروا بناءً على فتوى دينية، نظرًا للمجهود البدني الكبير المطلوب خلال اللقاء.
بعد الفوز على ألمانيا، خسرت الجزائر أمام النمسا 2-0، ليحدث ما وصفته الصحافة بـ"مباراة العار" بين ألمانيا والنمسا، والتي انتهت بتعادل أقصى الجزائر من البطولة.
في مونديال 2014، تكرر سيناريو المواجهة بين الجزائر وألمانيا في دور الـ16، وسط تجدد النقاش حول الصيام. المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش ترك حرية القرار للاعبين، فيما أكد المدافع مجيد بوقرة أن المسألة تعتمد على الحالة البدنية لكل لاعب. الصحف الجزائرية نقلت أن اللاعبين صاموا خلال التدريبات، لكن قرار صيام يوم المباراة كان متروكًا لهم، مع وجود رجل دين ضمن البعثة لإرشادهم.
الجدل الديني تصاعد بعد تأهل الجزائر، حيث تعددت الفتاوى حول جواز إفطار اللاعبين. بعض العلماء، مثل الشيخ محمد شريف قاهر، أفتوا بجواز الإفطار باعتبار اللاعبين في حكم المسافرين، فيما شدد آخرون، مثل محمد مكركب، على ضرورة الصيام، معتبرين أن السفر من أجل كرة القدم لا يندرج ضمن الأعذار الشرعية للإفطار.
وفي ظل اختلاف الآراء، رأى بعض المحللين أن توقيت المباراة المتأخر، والذي يسمح للاعبين بكسر صيامهم خلال اللقاء، قد يخفف من حدة الجدل مقارنة بمونديال 1982.