كرة القدم الجزائرية وشهر رمضان: حكايات الصيام في المنافسات الدولية
لطالما شكّل شهر رمضان محطة فارقة في مسيرة العديد من اللاعبين الجزائريين، حيث أثارت مسألة الصيام خلال المباريات المصيرية نقاشًا واسعًا بين التمسك بالفريضة والاستفادة من الرخص الشرعية للإفطار، خاصة أثناء البطولات الكبرى. وتباينت المواقف بين لاعبين قرروا الصيام مهما كانت الظروف، وآخرين لجأوا إلى الفتاوى التي تتيح الإفطار في حالات السفر أو المشقة.
محطات تاريخية لـ"الخضر" في رمضان
ارتبطت مشاركة المنتخب الجزائري في البطولات الدولية بعدد من المواقف المميزة المتعلقة بالصيام، ولعل أبرزها مواجهة ألمانيا في الدور ثمن النهائي من مونديال 2014 بالبرازيل، والتي صادفت أول أيام رمضان. رغم الفتوى التي أجازت الإفطار، فضّل أغلب اللاعبين الصيام، وهو ما لم يمنعهم من تقديم أداء مبهر كاد أن يطيح بأبطال العالم، حيث امتدت المباراة إلى الأشواط الإضافية قبل أن يحسمها الألمان بصعوبة.
وفي تلك البطولة، لم يقتصر الالتزام بالصيام على اللاعبين فقط، بل امتد ليشمل طاقم التحكيم، حيث لفت الحكم الجزائري جمال حيمودي الأنظار حين استغل إصابة لاعب أمريكي أثناء إدارته لمباراة بلجيكا وأمريكا ليفطر بشرب الماء، في لقطة وثّقتها الكاميرات ونالت إعجاب الجماهير.
صيام اللاعبين بين الماضي والحاضر
في حقبة الثمانينيات، اختار معظم لاعبي المنتخب الجزائري الإفطار خلال مشاركتهم في مونديالي 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك، استنادًا إلى فتاوى شرعية، حيث كشف لخضر بلومي أنه أفطر خلال 8 أيام من المونديال بناءً على فتوى الشيخين محمد الغزالي وأحمد حماني، مع قضاء هذه الأيام لاحقًا. وأكد الحارس مهدي سرباح أن الظروف المناخية الصعبة والمباريات القوية فرضت عليهم هذا الخيار.
أما في البطولات الإفريقية، فقد تمسك بعض اللاعبين بالصيام رغم الأجواء الحارة والمباريات الشاقة. فاللاعب طارق لعزيزي أكد أنه لم يجبر أبدًا على الإفطار سواء مع المنتخب الوطني أو خلال تجربته الاحترافية في تونس، بينما رفض كريم غازي عام 2004 الإفطار بناءً على طلب إدارة نادي الترجي، مفضلًا إنهاء مسيرته الاحترافية بدلاً من مخالفة قناعاته.